الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

ناحية زرباطية /قضاء بدرة / محافظة الكوت






زار المركز محافظة الكوت قضاء بدرة ناحية زرباطية والتقى السادة اعضاء المجلس البلدي في الناحية والسيد مدير الناحية وتم توزيع الهدايا على اطفال الناحية ودراسة واقع الناحية والمشاكل التي يعاني منها الاهالي وتاثير الالغام والذخائر غير المنفجرة على الاهالي حيث كانت الزيارة للفترة من 12 -19  - حزيران - 2008

المقدمة : -

تعد الالغام الارضية ادوات تدميرية بالغة القسوة فهي تنشط بفعل الافراد الذين هم ضحاياها لكي تنفجر عندما يخطو عليها وذلك لانها صممت لكي تنفجر عندما يخطو عليها شخص اويمسك بها بيده او يسحب او يتعثر بالسلك المربوط بها وبمجرد ان توضع الالغام في مكانها وتغش بتراب الارض ينشط عملها وتفتك بضحاياها فهي عشوائية في اثارها ودائمة الخطر ما لم يتم ازالتها او يبطل مفعولها الالغام الارضية عمياء لاتفرق بين مدني وعسكري طفل او شيخ فهي تقتل وتشوه ضحيتها وقد يكون احد ضحاياها من قام بزرعها وغالبا ما يكون المدنييون هم الضحايا في فترات ما بعد توقف النزاعات المسلحة بمجتمعاتهم وخلال قيامهم باعمالهم اليومية ان الاصابات التي تحدثها الالغام الارضية تعد بالغة القسوة لانها صممت لتقتل ضحاياها او تجعلهم عجزة مقعدين بشكل دائم حيث انها صممت لتعصف بالاطراف والارواح بشكل يصعب معه الاصلاح .

ان انفجار لغم ضد الافراد يتسبب بالعصف باحد ساقي الضحية او كليتهما معا ويدفع باجزاء من التربة والحشائش والحصى والمعدن والشظايا البلاستيكية المتخلفة عن غلاف اللغم واجزاء من الحذاء ويغرس العظام المحطمة في العضلات والاجزاء السفلية من الجسم بالاضافة الى بتر الطرف الذي يؤدي الى صدمة نفسية مروعة هناك تهديد خطير بحدوث تلوث مما يصعب على الاطباء المدنيين التعامل مع الجروح الناتجة عن الالغام واذا ما نجا الضحية من الموت فهو يحتاج الى الى عمليات متعددة وعلاج تاهيلي طويل الامد وهكذا يصبح توفير العلاج والرعاية الكافية من الامور الصعبة علاوة على ان عملية انقاذ الضحايا ونقلهم الى المستشفيات تعد امرا شاقا حيث يستغرق نقل الضحايا الى مراكز العلاج من 6 الى 24 ساعة ويموت الكثير منهم قبل وصوله الى منشاة طبية كما يحتاج الناجين من الالغام الى الرعاية الطبية وعلاج تاهيلي طويل الامد وتزويد الذين بترت اطرافهم باطراف صناعية حتى يمكنهم التحرك كذلك يجب التركيز على افتقارهم الى الشعور بالكرامة والشقاء النفسي

ان القليل من الناجين يمكنهم الحصول على هذه الرعاية وبرامج المساعدة وحتى في حالة اعادة تاهيلهم يصبحون مقعدين وعاجزين عن العمل ولا يستطيعون اعالة عوائلهم كما يعانون غالبا من القلق النفسي وتضاؤل الامل في تحسن حالتهم وشعورهم بالالم الدائم حيث يحتاج من توفرت له الاطراف الصناعية الى فحص واعادة تاهيل الطرف الصناعي بسب نمو الاطراف فالاطفال يحتاجون كل ستة اشهر الى اجراء تغييرات في الاطراف الصناعية والكبار كل عام . اضافة للاضرار المدمرة للالغام على حياة الاشخاص فان لها اثارها الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة وبخاصة للبلدان التي تحاول اعادة البناء بعد انتهاء النزاعات المسلحة وتظل الاراضي الصالحة للزراعة ومناطق الرعي والبساتين مهجورة وتتدهور الحالة الاقتصادية لتلك المجتمعات لعدم امكانية استغلال اراضيها للعمل والانتاج كما ان الطرق والقرى الملغومة وخطوط المواصلات تجعل حركة الاشخاص صعبة وتعيق عودة النازحيت الى قراهم واماكن سكنهم . ان وجود الالغام تشكل تهديدا لحياة المدنيين ان استخدام الالغام تزايد وبشكل وحشي ومنهجي كجزء من الحرب ضد المدنيين حيث تستخدم من قبل الجماعات المسلحة في صناعة العبوات الناسفة غير النظامية التي تفتك وتزهق ارواح الابرياء

زرباطية: -

 

لا وجود لخرائط حقول الالغام ولا وجود للعلامات التحذيرية ولا وجود لمسح شامل لما موجود على الارض من ملوثات حيث دمرت كل معالم حقول الالغام في زمن النظام السابق لتصبح المهمة معقدة للتخلص من الالغام ولا وجود لبرامج التوعية بمخاطر الالغام والمخلفات الحربية ادى الى استمرار تساقط ضحايا انفجار الالغام لقد عرقلة الالغام كل محاولات استغلال الموارد والثروات الطبيعية يضاف لها السيول ومياه الامطار التي تجرف الالغام الى مناطق اخرى ولحد الان تسبب الالغام الكثير من الاصابات والعوق وفقدان البصر والاطراف والقتل

يطالب البرتوكول الخاص بمخلفات الحرب القابلة للانفجار في الدول المتنازعة بالتخلص من هذه الاسلحة والمساعدة على التخلص منها واتخاذ الاجراءات للحد من خطرها على المدتيين كما هو الحال بالنسبة لاتفاقية حضر الالغام الارضية المضادة للافراد ويعد البروتوكول الخاص بمخلفات الحرب القابلة للانفجار عاملا هاما في اطار الجهود المبذولة للحد من الوفيات والاصابات والمعاناة في المناطق التي تمزقها الحرب وعلى الرغم من استخدام الالغام الارضية محظور وفقا لمباديء القانون الانساني بشكل عام واتفاقية حضر او تقييد استخدام الاسلحة التقليدية معينة بشكل خاص الا ان هذه الاسلحة لا تزال تشكل تهديدا لحياة المواطنيين والمجتمع في العراق


زرباطية ناحية تابعة لقضاء بدرة محافظة الكوت ومعنى اسمها هو اناء الذهب تبعد عن قضاء بدرة 13 كم وعن مهران الايرانية 2 كم وعن محافظة الكوت 84 كم وتعتبر من المناطق الحدودية حيث يوجد فيها منفذ حدودي مع ايران لاغراض التجارية فيها نهران رئيسان هما نهر جزمان ونهر سوراق زرباطية حيث تنحدر من النهر الرئيسي كلال زرباطية الذي ينبع من الجبال الواقعة في الحدود الايرانية انشاءت ايران سدا على منابع كلال زرباطية مما ادى الى حرمان مساحات واسعة من الاراضي الزراعية من المياه وتم انشاء مشروع الدبوني بدرة الذي يستمد المياه من دجلة لكن هذا المشروع لم يلبي احتياجات الناحية لكثرة التجاوزات حيث لا يصل مياه المشروع الى الناحية تعتمد الناحية على مياه الابار الارتوازية لكنها دمرت في الحرب العراقية الايرانية ولم يبق سوى عدد ضئيل يفتقر لمضخات سحب المياه وان وجدت فهي عاطلة في عام 1980 كانت البساتين تحيط بالمدينة من جميع الجهات مزروعة باشجار النخيل ومختلف انواع الفواكه بلغ عدد المنازل في الناحية 400 منزل وعدد سكانها 2000 نسمة من اصل 11000 الف نسمة بالاضافة الى القرى المحيطة بها وهي ورمزيار وهي من اكبر القرى وقرية هور خيجة وقرية الوالدة وقرية طعان اقرب القرى للحدود الايرانية وقرية ديمة ( مشاري بيك سعدون ) مساحة الناحية 294,173 الف دونم سكان المدينة يمتهنون الزراعة بصورة عامة وتربية المواشي لوجود مراعي طبيعية حيث تبلغ مساحة المراعي 72,000 الف دونم وتعتبر تمورها من اجود التمور العراقية حيث تبلغ مساحة البساتين 865 دونم بالاضافة الى زراعة الحبوب الحنطة والشعير اراضيها من الاراضي الجيدة والصالحة للزراعة وتربية المواشي اما من ناحية البنى التحتية للمدينة فقد كان فيها مدرسة ابتدائية ومدرسة متوسطة ومستوصف واحد ومركز شرطة ودائرة كمارك ومخافرها الحدودية هي مخفر العين ومخفر الطعان ومخفر الجبل ومخفر الدراجي وكان في الناحية 6 مقاه وما يقارب 60 محلا بالاضافة لوجود مملحة واسعة جدا تنحدر مياهها من جبل حمرين وتعتبر من اجود انواع الملح تبلغ مساحتها 16 دونم تكفي لسد احتياج العراق من الملح اما الكلس الموجود فيها فهو من اجود انواع الكلس حسب تقارير الخبراء وتبلغ مساحة الاراضي المخصصة للكلس والحصى 510 دونم وعند نشوب الحرب العراقية الايرانية تم تهجير العديد من العوائل الى ايران بحجة التبعية وزج اعداد اخرى في السجن بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي وهجرت العوائل الباقية الى اماكن مختلفة من العراق حيث تعرضت المدينة لاقسى انواع القصف الهمجي وتم حفر الخنادق والسداد الترابية ومواضع القتال ومواضع الدبابات وانتشرت حقول الالغام في كل مفاصل المدينة وقراها وتعتبر قرية طعان من القرى الملوثة بالالغام بنسبة 100% وتوزعت مخلفات الحرب من الذخائر غير المنفجرة على اراضي الناحية ودمرت كل معالم الحياة والبساتين حيث استخدمت جذوع النخيل في بتاء ملاجيء القتال وتحولت القرى الى اطلال خربة مهدمة ولحق بها وباهلها دمار هائل وبعد انتهاء الحرب لم يسمح للعوائل بالعودة الى الناحية واقتصر على اعداد قليلة جدا لكون المنطقة اعتبرت منطقة محظورة ولا يسمح بالعودة لها وتم حذفها من الخارطة العراقية واعيدت الى الخارطة عام 2000 واطلق عليها مدينة الذهب وقد عانى العائدون من مشاكل وجود الالغام حيث بداءت تفتك بالاطفال والرعاة والمزراعين وبعد سقوط النظام تم توسيع الناحية لتشمل 40 بيتا بنيت بعيدا عن الناحية القديمة ووجد الاهالي الملاجي والسواتر الترابية ومواضع الدبابات انتشرت في اراضيهم مع اعداد غفيرة من الالغام ومخلفات حربية قنابر هاون صواريخ متنوعة وقنابل مدفعية غير منفجرة وغيرها من المخلفات الحربية التي تغري الصغار باللعب بها فتزهق ارواحهم او تقطع اطرافهم لتصيبهم بالعوق الدائم ويفقد معظم المصابين بالالغام والمخلفات الحربية ارواحهم قبل وصولهم الى المستشفى ويفتقر الناجين الى كل وسائل العلاج والتاهيل ويفقدون فرصة التعليم وتتضاءل فرصهم المستقبلية بالعمل والحياة الكريمة . علما ان وجود الالغام والمخلفات الحربية يعيق وبشكل كبير عودة النازحين الى قراهم واراضيهم الزراعية لخوفهم الشديد من وجود تلك المواد على ارضهم ان وجود الالغام والمخلفات الحربية ووجود المعاقين المصابين ببتر الاطراف العليا واو السفلى وفاقدي البصر نتيجة الانفجار لتلك المواد يشكل عامل ضغط نفسي كبير على عودة الاهالي الى قراهم ويعيق عملية التنمية والبناء في المدينة واستغلال الموارد ان وجود هذا الغدد الهائل من الالغام والمخلفات الحربية يعتبر موردا مهما ورخيصا للمجاميع المسلحة في تصنيع العبوات الناسفة غير النظامية التي تفتك بارواح الابرياء وكذلك توجد مواد متفجرة خطيرة تسبب الحروق وهي عبارة عن حاويات معدنية مزودة بوسيلة اشعال وتسمى حاويات النابالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق