الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

من اجل ارض امنة



العراق ......



اقدم الحضارات البشرية ولدت في هذه الارض تاركة ارثا عظيما للانسانية...العراق ارض الانبياء والاولياء والصالحين وارض الخيرات والثروات رغم الحروب ورغم الغزوات والهجمات التي طالت كل شيء بقي العراق جميلا ورائعا بانسانه الطيب الذي ما غيرته الدهور واستعصى على جلادين العصور الحديثة .


تحالفت عليه وتكالبت كل جيوش العالم وحاول الجميع ان ينهش جسد الوطن المبتلى منذ اقدم الازمنة لكن الانسان الرائع الذي يستفيق على اصوات المأذن واجراس الكنائس ظل صامدا صلبا قويا لم يحني قامته للريح وبرغم ان ارضه امتلأت بكل مخلفات العالم من اسلحة الدمار والقتل العشوائي ظل باحثا عن بقعة صغيرة يودع فيها حبات القمح التي ما فارقت يديه ليكون كالسنابل متواضعا بسيطا محبا للخير والسلام .وبرغم انه يقتسم رغيف الخبز المعفر بدم ابنائه الذين يسقطون امام انظار العالم والجيران المتعطشين لدمه ظل وفيا لاصدقائه رغم حرابهم المغروسة في ظهره ورغم احلام الطامعين في امتلاك صهوة جواده الذي يسابق الريح دون خوف اجتر جراحه ومسح دماء ابناءه عن خارطة الوطن المبتلى وتسامى شامخا فوق اشلاء الضحايا ليقول للعالم ان الحب اسمى من كل سموم الحقد لقد عمرنا بالدم ابنية الحب في عراقنا الصابر المؤمن .


غادر حرب الثمانين مثخنا بالجراح والرايات التي كانت تغلف اجساد ابناءه الى المقابر تركت له الحرب الضحايا وسيل من الناجين الذين افقدتهم الحرب اطرافهم العليا والسفلى وتمادت لتسرق عيونهم المليئة بالحلم والحب .


تركت لهم اسلحة عمياء لاتميز بين قدم طفل او جندي مدني او عسكري تركت له الجندي الذي لا ينام والذي لا يعرف معنى الحرب ولا معنى السلم بقي يصطاد الضحايا من المدنيين العزل انها الالغام والقنابل العنقودية مخلفات الحروب الشريرة اقدم اسلحة القتل والتشويه على وجه الارض .مدن كانت ضحية الحرب هجرها اهلها في زمن داستها الخيول الحديدية بسرفها التي تركت اثارها على الارض الخصبة لتحيل حقول القمح وحبات السنابل الى حقول الموت والقتل والتشويه وبرغم ذلك عاد الطيب الى داره ليكمل حلمه وسط ركام الحرب وليجد منزله ارضه خرابا وبورا تتقافز الغربان فيها شد حزامه ونفض الغبار والبارود عن سطح المدينة ليعيد الربيع الى بستانه وارضه قتلت الالغام الكثير واعاقت الكثير لكن العراقي الطيب اصر على ان يزرع الارض بالحب والسلام وسط تجاهل الانظمة الباغية المهووسة بالقتل والدم والتي دفعت بالفقراء والمساكين الى حقول الالغام لتمنحهم مبالغ بسيطة لا تساوي مبالغ علاج الضحايا مرتكبة بفعلها هذا ابشع جريمة على وجه التاريخ بحق المدنيين فبدل ان تمنحهم الامل والسكينة سلمتهم لحقول الالغام لتغتال اطرافهم الهزيلة النحيلة .. خلفت تلك التصرفات البعيدة عن الانسانية جيشا من المعاقين دون ان تمنحهم جزء من حقهم في الحياة بكرامة وسلامة جسدية والتي منحنها الله سبحانه وتعالى لخليقته


دخل في عاصفة الصحراء لتنهال عليه كل جيوش العالم ومعها جيوش العرب لتحيل سمائه الى سحابة من الدخان غطت كل مدنه الهادئة التي لا تعرف الخوف تحطمت كل الجسور والمباني وتحطم معها كل شيء غابة من الرماد غطت تلك الارض الطيبة الطاهرة وطوابير من الضحايا والناجين من اسلحة القتل الحديثة والقنابل العنقودية ومساحات شاسعة غمرتها القنابل حقول النفط وغيرها من البنى التحتية رقدت تحت وطاءة الالغام والمخلفات الحربية تمسكت الارض بالانسان وتمسك الانسان بالارض ليعيش في زمن من الجفاف والموت البطيء هربت الغيوم المحملة بالمطر الى ارض اخرى غير ارضه ووجد المنافقون والافاقون الطريق الى خيرات الوطن وثرواته الدائمة ليبقى انسانه المعاق بلا كرسي او طرف صناعي او معونة اقتصادية او غيرها من برامج التاهيل والتدريب انقضت السنوات سريعة في حسابها ثقيلة على الانسان لتبدأ مرحلة الاحتلال لتعيد التاريخ الى سابق عهده جيوش تغزو البلدان الامنة جيوش قادمة من خلف الخلجان والمحيطات تحمل كل تكنولوجيا القتل والتدمير تناثرت اشلاء الضحايا تفترسها القنابل العنقودية التي تسقطها الطائرات قنابل بحجم قبضة اليد قادرة على تشويه وقتل من يقترب منها معدات ذخائر واسلحة ممدة على ارصفة الطرقات ومعسكرات واكداس عتاد مستباحة من قبل السراق واللصوص المعتوهين لتباع الى تجار القتل والموت والدم يصنعون منها العبوات الناسفة غير النظامية التي تستبيح دماء الفقراء من عمال وباعة متجولين تغتال المساجد والاسواق التي يرتادها الفقراء من وطني وهناك من يحلل ويحرم وهناك من يدفع وهناك من يقبض ثمن الدم المسفوك على ارصفة الطرقات والجدران وهناك من يؤذن بقتل الاخرين وهناك من يؤم جموع القتلة والجلادين وهناك وهناك ووطني بين هذا وذاك ممزق الاوصال ينزف ابناءه .


الانسان مهمل ملقى على الارصفة يستجدي الاخرين رغيف الخبز والاخر بائع للسكائر او مناديل الورق الصحية او لعب الاطفال او يبيع اوجاعه والامه انسان بلا حلول وسط طبقة من المنافقين المتخمين بالسفرات والرواتب والامتيازات انسان يستجدي حقوقه الموثقة في دستور صوت عليه ولم يرى نور مفرداته حقوق دستورية اكتسبها الاخرين لتكون حاضرة في نزاعاتهم ومطامعهم البغيضة .


ان حق الانسان في الحياة هو اسمى الحقوق كفلته الكتب السماوية والاديان كلها وكفلته المواثيق الدولية والعهود والدساتير الوطنية والعالمية وبرغم ذلك يسقط العشرات كل يوم ضحايا الالغام الارضية المنتشرة في عموم العراق البعيدة عن اهتمام صناع القرار ان الاهتمام بسلامة الانسان وتوفير البيئة المناسبة البعيدة عن الخطر لمزاولة انشطتة اليومية هي همنا الكبير ان احترام حياة الفرد الذي يسكن في اقصى جزء من خارطة العراق وحقه في العيش بسلامة يولد مجتمعا نظيفا خاليا من اللصوص .


لقد رفعنا شعار من اجل ارض امنة وهو حلم بسيط ودعونا الاخرين ليشاركونا هذا الحلم فوجدنا اسمى معاني الحب والرغبة في تحقيق هذا الحلم لدى الكثير من العراقيين الشرفاء فنانين ادباء مثقفين مفكرين شعراء اعلامين وبرلمانين تعاطفوا معنا ومدوا ايديهم للمساعدة والعمل معنا شخصيات داخل وخارج العراق تستحق ان نقف لهم اجلالا واحتراما لعمق المعاني الانسانية السامية التي تعتمر بها قلوبهم .في حين تغيب الاخرون من تجار الشعارات والكلمات الرنانة ابتعدوا عن هذا الحلم لانهم وببساطة لا يستطيعون العيش دون ان يروا دماء الضحايا تنزف في كل مكان لانهم مشروع جلادين سياطهم الكلمات المضللة يجدون انفسهم فوق الاخرين من ابناء جلدتهم انتهازيون همهم الوحيد ان تدور عجلة القتل بلا توقف حالمون ببناء مجتمع جديد ليوغلوا في سلب ثرواته وامواله عبر بقاء الاخرين منسين في الركن الاخر من هذا الوطن المبتلى بهم .......تحية حب وتقدير لكل الطيبين الذين يشاركونا الحلم من اجل ارض امنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق